ما تعتذر  كليب جديد لنانسي عجرم يطلق صرخة مدوّية ضد المخدرات
آخر تحديث GMT09:49:23
 العرب اليوم -

"ما تعتذر" كليب جديد لنانسي عجرم يطلق صرخة مدوّية ضد المخدرات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "ما تعتذر"  كليب جديد لنانسي عجرم يطلق صرخة مدوّية ضد المخدرات

الصورة من حساب "الانستغرام " الخاص بالنجمة نانسي عجرم
بيروت - العرب اليوم

في لحظة تساقُط دمع نانسي عجرم وامتلاء وجهها بشلالاته، شيءٌ مثل «القرصة» لدغَ وأوجعَ. لم يكن فيديو كليب أغنية «ما تعتذر» مشهداً يعبُر بعد انتهاء الفورة. رسالته أبلغ من التلاشي. تجتمع النجمة اللبنانية مع المخرج سمير سرياني والممثل رودني حداد للتأثير في الملايين. خلف الثلاثية، صرخة ضدّ الإدمان واعتراض متفوّق على تعاطي المخدرات. الأمومة في الفنانة مدهشة. وقدرتها على احتضان طفلها بذراعين مُنهكتين وقلب عظيم، ذروة الصدق.

كان الوقت ليلاً، وابن الست سنوات ينهي الاحتفال بعيده. بالونات بالأبيض والأحمر والأزرق، يرفعها «الهيليوم» إلى السقف، فتشهد على استلقاء بقايا الفوشار على الطاولة، إلى جانب كاسات «الجيلو» وقالب حلوى توزَّع بعضه على حاضرين لم نعلم مَن هم، واحتفظ ببعضه الآخر على شكل عناق لا يدوم. تتلقى نانسي اتصالاً من صوت أنثوي، قد يكون أماً أو صديقة، تسألها عن تأخّر الزوج حتى فاته حضور عيد ميلاد ابنه. على وجهها، تحتدم معركة الزواج والأمومة. تحرّك بين يديها تلك المادة البيضاء السُمّ. لعلها قبضت عليها بين أشياء زوجها وفداحاته. يسألها الصوت الأنثوي إن توقف رجلها عن التعاطي. جوابها: «لا أعرف». وراء هذا المجهول، خراب وتهوّر وأذية.

يُسمع صوت المفتاح من باب يُفتح على مهل، فيدخل الزوج المؤدّي دوره ببراعة النجم اللبناني رودني حداد. تشبه ملابسه السوداء أياماً مُرّة يُذوقها للزوجة. يتقدّم نحو مشهد الاحتفال الناقص. حالة من الفوضى تخلّفها الأفراح الصغيرة حين يحتفل الأطفال بأعيادهم. تندفع في رجلها مشاعر غيرها المتخبّطة في داخلها. هو يترجم الضياع على ملامحه، وهي تختزل الخيبة والندم. ثم تدور الأغنية: «ما تعتذر، لعملتوا فيي ما إلو عذر».

لا يحتاج سمير سرياني إلى صورة مباشرة لشرح هول المخدرات. بإبداع يفعل. تتحرك كاميرته في اتجاه ردّ الفعل، خارج كليشيه لحظة التعاطي وعمليتها. يصوّر النار المتّقد في عينين تتوقان إلى الشر. ويلتقط النبرة العالية في رجل يمتهن الهجوم لضعف قدرته على الدفاع. كاميرا فنية، تُطلق صرخة مدوّية. تشدّ الانتباه إلى الرسالة وتحبس النَفَس.

وإن كان رودني حداد صاحب خبرة في مواقف الحياة أمام الكاميرا وله بصمة في التمثيل، فماذا عن نانسي عجرم بهذا الدور الملوّع وتفاصيله المُعذّبة؟ مفاجأة! صحيح أنّها في كليباتها تتقن الأدوار وتُحسن أداء الشخصيات، لكن في «ما تعتذر» تُخرج من أعماقها ممثلة يُحسب حسابها. نانسي المرأة المتألمة والأم الخائفة، تأكيد على أنّ التمثيل صدق.

يرتفع صراخ الزوج الفاقد أعصابه على زوجة لم تنطق بحرف. تترك الكلام لعينين دامعتين، ونيابة عنها، تقولان الحقيقة. ومن بين الصوت المخيف وتحطيم الزجاج، تلمح طفلها وراء الباب يرتجف. كأنه يحتمي بلوح الخشب من وحشية يلمحها ولا يدرك بالضبط ماذا يجري. وحدها الأم تنقذه من ذعره. تحوّل له المأساة إلى تسلية. وتمسح الأب الوحش من باله.

أمام اشتداد الغضب، تهرع الأم بصبيّها المحتفل للتو بعيده، إلى غرفته. هناك ألوان وأضواء ورسوم على الباب. وطفولة بابتسامات وبراءة. خارج الغرفة، عالم الكبار وتلوّثاته. في داخلها، ولدٌ يصدّق أنّ الأب الذي يطرق على الباب بعنف ويصرخ مطالباً بخروج الأم لينقض عليها، هو الأب الوديع نفسه الذي يلاعبه، رغم غرابة اللعبة. تشرح الأم قواعدها: «سيحاول والدك إخافتنا. لا تخف. كلما شعرت بالخوف ارفع صوت الضحك». تتعالى الضحكات البريئة فوق هستيريا الرجل المدمن.

لنانسي ثلاث بنات، والصبي في الكليب بمثابة ولدها. تتقن الدور، كمن يضع نفسه في منازل الأمهات الموجوعات. يساعدها رودني حداد على التألق، وتمدّها نظرة سرياني المختلفة بطاقة على الاكتساح. فلا يعود الدور مجرد شخصية في فيديو كليب مدّته دقائق. يصبح هدفاً نبيلاً وموقفاً إنسانياً ومصدر إلهام وتوعية.

إلا أنّ للأم المتماسكة لحظة تعرِّضها للانهيار. فجأة يتهاوى العالم القبيح رغم محاولات تجميله. يتساقط فوق رأسها فيهشّم أفكارها. توضّب حقيبة تملأها بما تطاله يداها، تحتضن صغيرها، وتحاول النجاة. هنا المفارقة الحزينة، تقدّمها كاميرا المخرج بإبداع. فالأم المُرغمة على الصمت لتُجنّب ابنها زلازلها، المصرّة على التحمّل «بطلوع الروح»، التي تعضّ على الجرح، وتعدّ العصي وتتلقى خبيطها، تُقاطع نوم ابنها وتقرر الرحيل. تشاء «خطفه» من واقع لا يليق بالطفولة، وإنقاذه من مآسي العقد النفسية. بلحظة، تسمع همسات الحرية من خارج عتبة البيت. تناديها لتُقدِم بلا تردد. لكنها تتردد. تمرّ في بالها الأمومة وأثمانها، من دون أن نشاهدها. يكفي الدمع الحارق وإمساكها بيدَي الطفل. يكفيان لتعيد حساباتها فتختاره على حساب نفسها.

الكلمات والألحان لنبيل خوري، والتوزيع لباسم رزق. الأغنية طافحة بالمشاعر، إنّما الفيديو كليب يحملها إلى كل قلب، كالتدفّق وهو يغمر كل ما في طريقه. منذ إطلاقها، الخامسة عصر الاثنين بتوقيت بيروت، ومكانها الصدارة. مؤلمة القرارات التي لا تنقذ صاحبها. ومؤذية الظروف حين تلوي الذراع. أم مع طفلها في السيارة والجحيم وراءها. تحترق فيه من أجله.

قد يهمك أيضأ :

نانسي عجرم تطرح فيديو كليب "ما تعتذر"

كليب "ما تعتذر" يحقق ارقاماً مميزة وإشادات بأداء نانسي عجرم التمثيلي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما تعتذر  كليب جديد لنانسي عجرم يطلق صرخة مدوّية ضد المخدرات ما تعتذر  كليب جديد لنانسي عجرم يطلق صرخة مدوّية ضد المخدرات



GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 12:22 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حلا شيحة تكشف أسراراً جديدة عن فيلم "السلّم والثعبان"

GMT 12:46 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز

GMT 12:43 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 13:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد
 العرب اليوم - نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان
 العرب اليوم - أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 08:06 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد
 العرب اليوم - حنان مطاوع تشوّق جمهورها لمسلسلها الجديد

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 09:19 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
 العرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب تعود بنشاط نسائي مميّز

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 13:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 6 بقصف روسي على زابوريجيا وإسقاط صاروخين و48 مسيرة

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 14:58 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ديوكوفيتش ينسحب من بطولة الماسترز

GMT 21:04 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليل يتقدم على يوفنتوس بهدف في الشوط الأول

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الريان يحقق أول انتصاراته في دوري أبطال آسيا للنخبة

GMT 21:15 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يتقدم على الريال بهدفين في الشوط الأول

GMT 21:00 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هدفان مبكران في قمة ريال مدريد ضد ميلان في دوري أبطال أوروبا

GMT 12:23 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات التحالف الدولى تنتهك المجال الجوى فى سوريا 8 مرات

GMT 21:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يتقدم ضد ليفركوزن بهدفين في 3 دقائق

GMT 13:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي ينسف عشرات القرى اللبنانية

GMT 13:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أمطارا غزيرة وعواصف في ولايات أميركية متأرجحة

GMT 18:35 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يُقيل وزير الدفاع يوآف غالانت

GMT 17:54 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيرة آتية من الشرق
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab