صديقي عامرسلام لك وسلام عليك
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

صديقي عامر..سلام لك وسلام عليك

صديقي عامر..سلام لك وسلام عليك

 العرب اليوم -

صديقي عامرسلام لك وسلام عليك

بقلم - عريب الرنتاوي

تعود علاقتي به لثلاثة أعوام خلت، لكنني أشعر بأنني أعرفه منذ دهر، فهو قريب إلى القلب، سلس اللسان وسهل المعشر، نقي السريرة، ابتسامته لا تفارقه طوال الوقت، صديق الكبار والصغار، محبوب من كل من عرفه وعمل معه وجاوره، تجتمع حول موائده وجلساته الممتعة، مختلف العرقيات والأقوام والأولوان وصنوف البشر ... إنه عامر عثمان عدي.

في الزيارة الأخيرة لكليفلاند، انتظرته في بيت صديقي العزيز محمود البرغوثي، الذي أجرى وزوجته الرائعة رنا عبد الله، كل ما يلزم لقضاء سهرة مفيدة وممتعة، وبحضور حشد من الأهل والأصدقاء من أبناء الجاليات العربية، سيما الفلسطينية والأردنية، بيد أنه لم يأت، والسبب كما أبلغنا لاحقاً، أنه منهمك في سلسلة من اللقاءات مع نشطاء وقادة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وعضو الكونغرس تيم رايان الذي يتولى الدفاع عن قضيته، في مواجهة قرار إبعاد جائر، تم ترحيل تنفيذه سنة بعد أخرى، ولمدة ثلاثين عاماً فقط، تزوج خلالها من فداء الأمريكية من أصل فلسطيني، وكون معها أسرة متحابة ومحبوبة، وأدار أعمالاً تجارية ناجحة واقام شبكة علاقات مع المجتمع المحلي، أهلته فعلاً لحمل لقب بطل مدينة «يونغستاون».

والمدينة المذكورة تبعد ساعة ونصف الساعة بالسيارة عن كليفلاند، ودرجة الحرارة فيها زادت عن 20 درجة مئوية تحت الصفر ... لم يمنعنا ذلك من الذهاب إليه لإبداء التضامن معه في محنته، وشد أزر أسرته وأصدقائه، بعد أن كان قد أتم طواعية، كافة إجراءات سفره إلى الأردن، في السابع من الشهر الجاري، واتخذ ما يلزم لتصفية أعماله وتسليم منزله، قبل أن يأتيه الخبر السعيد صبيحة اليوم التالي، بأن إجراءات تسفيره قد أوقفت، وأن عليه أن يراجع دائرة الهجرة والحدود، لنزع السوار الذي يحيط بإحدى قدميه، ويشرع في متابعة قضيته لدى الجهات المختصة.

حرّك الخبر موجة فرح عام في أوساط الجاليات العربية والعشرات من أصدقائه من بيض أمريكا وسودها والمتحدرين من أصول آسيوية ولاتينية على السواء ... فتقرر أن نعود إلى «يونغستاون» ثانية، ولكن للاحتفال هذه المرة، وليس للمواساة والتضامن ... فإذا بقاعة النادي العربي الفلسطيني في المدينة تغص بالمئات من المحتفلين بإنصاف عامر، يتقدمهم «الديمقراطي» تيم راين ورئيسة الحزب الجمهوري في المدينة وعمدتها المنتخب حديثاً، وعشرات المواطنين والشخصيات من «شتى المنابت والأصول»، بدا أن العدالة الأمريكية بخير، وأن «السيستم» ما زال يعمل، على الرغم من المواقف الهوجاء، الفوّاحة برائحة العنصرية ، التي تهب بين الحين والآخر من البيت الأبيض وساكنه الجديد.

ذكرني الحشد الشعبي بالمهرجانات الكبرى التي كانت تنظمها فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية في مراحل صعودها وحفلات كبار الفنانين والنجوم، وتوالى على المنصة عدد كبير من المتحدثين، من كل حدب وصوب، وجاء الفرحون من ولايات مجاورة، رغم قساوة الطقس وسرعة الترتيب للحفل الجماهيري ... وما أن انتهينا من الجانب الرسمي للاحتفال، حتى ضاقت قاعة المطعم الذي يمتلكه عامر، بالمحتفلين حتى ساعة متأخرة من تلك الليلة الباردة.

في السادس عشر من الجاري، كان صديقي عامر على موعد في دائرة الهجرة والحدود، لاستكمال ما وعِدَ به، قبل أن يكتشف بأن وقع «فخ» محكم، وأنه بات سجيناً ينتظر الترحيل، غير مسموح له بإجراء أكثر من مكالمة واحدة يومياً، وممنوع من زيارة أحد غير زوجته وبناته، فقرر المواجهة، ملتجئاً إلى السلاح الوحيد الذي يتوفر عليه السجين: الإضراب عن الطعام، وهو ما زال مضرباً عن الطعام حتى اليوم، ويتنقل من سجن إلى آخر، وفي ظروف، لم نعتقد أن هناك مثلها في السجون الأمريكية.

عامر، الأردني من أصل فلسطيني، ذهب إلى الولايات المتحدة قبل أن يكمل السابعة عشرة من عمره، بحثاً عن فرصة للتعليم والعمل، وكغيره من عشرات الشبان الفلسطينيين والعرب، تزوج بأول أمريكية صادفها، قبل أن تتحول زيجته إلى سبب لترحيله لعدم اكتمال الإجراءات، وبعد أن تزوج من الفاضلة فداء، الزوجة النشطة والمحبة والمحبوبة من الجميع، وشريكته في مشوار حياته، سُحبت منه «بطاقة إقامته الدائمة»، منذ تلك الأزمنة الغابرة، وهو يقضي وأسرته أوقاتهم في بلاد الفرص الوفيرة، تحت سيف الترحيل والإبعاد.

عامر يريد أن يبقى في الولايات المتحدة، بين أهله ومحبيه وأصدقائه الكثر، وقد ناقشته في فرص ترشحه للانتخابات المقبلة في المدينة، بعد أن رأيت الجموع الملتفة من حوله، والتي لم تهدأ ولم تستكن منذ إلقاء القبض عليه واحتجازه، بل وقبل ذلك، منذ إبلاغه بأن ما كان يحصل عليه من تسهيلات وتمديدات زمن الإدارات الجمهورية والديمقراطية المتلاحقة، لن يحصل عليه في عهد ترامب، لكأن عامر، رجل الأعمال الناجح، وصديق الجميع في البلدة، هو الحائل دون أن تصبح أميركا عظيمة ثانيةً.

لكن عائلة عامر، وهي تتابع ظروف اعتقاله السيئة وتدهور حالته الصحية جراء الإضراب المتواصل عن الطعام، لا تمانع في أن يجري ترحيله لتخليصه من معاناته، مع أنها تتمنى أكثر من غيرها، في أن يبقى بينها، وألا يتشتت شملها، وألا تنتزع من بيئتها وذكرياتها ومئات الأصدقاء من حولها، وألا تهدم حياة كاملة، امتدت لثلاثين عاماً حافلة بالنجاحات والإنجازات.
نتمنى أن تأخذ العدالة مجراها في الولايات المتحدة، وأن يعاود «السيستم» عمله دونما عرقلة وعنصرية، مثلما نتمنى على الحكومة الأردنية ووزارة الخارجية، أن تتابع ملف أحد أبنائها، الذي يفخر كل من عرفه بصداقته، ويعتز كل من عاشره بأخلاقه وطيبته وإنسانيته.

المصدر:جريدة الدستور

arabstoday

GMT 05:33 2021 الإثنين ,12 إبريل / نيسان

عن القدس والانتخابات

GMT 04:29 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 05:43 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و»حرب السفن»

GMT 18:43 2021 الأربعاء ,07 إبريل / نيسان

حتى لا تصرفنا أزمات الداخل عن رؤية تحديات الخارج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صديقي عامرسلام لك وسلام عليك صديقي عامرسلام لك وسلام عليك



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab