شباب يرابطون على ساتر دجلة لمنع تقدم قوات الأمن نحو ساحة التحرير
آخر تحديث GMT21:10:00
 العرب اليوم -

عمدوا إلى حفر الأرض وتسويرها بأكياس مملوءة بالتراب لصدّ الهجمات

شباب "يرابطون" على "ساتر دجلة" لمنع تقدم قوات الأمن نحو ساحة التحرير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شباب "يرابطون" على "ساتر دجلة" لمنع تقدم قوات الأمن نحو ساحة التحرير

ساتر دجلة
بغداد - العرب اليوم

على ضفة نهر دجلة أسفل جسر الجمهورية القريب من بناية "المطعم التركي"، أو ما بات يعرف بـ"جبل أحد" في ساحة التحرير وسط بغداد "يرابط" مئات الشباب في مواضع خاصة، أشبه بمواقع الحرب التقليدية.

وعمد الشباب إلى حفر الأرض وتسويرها بأكياس مملوءة بالتراب كي يحتموا بها من الهجمات التي يشنها عليهم، بين الحين والآخر، القوة الأمنية المرابطة على جسر الجمهورية.

ربما يكون من غير المفهوم في ظروف وبلاد أخرى غير العراق، لماذا يلجأ المتظاهرون إلى هذا النوع من التدابير، وما هو الهدف وراء الإصرار على المحافظة عليها رغم ظروفها القاسية والبدائية؟

اللافت أن غالبية الشباب الموجودين في تلك الخنادق اتفقوا على القول إن "هدفنا توفير الحماية للمتظاهرين في ساحة التحرير وعدم السماح لقوات الأمن بالاقتراب من الساحة وفض الاعتصام". أما كيف يحدث هذا، فيشرح الشاب والناشط علي سمير، الموجود هناك منذ نحو أسبوعين ذلك على النحو التالي: "الهدف إبعاد القوات الأمنية التي تستهدف المتظاهرين بالرصاص المطاطي والحي والقنابل المسيلة للدموع التي ترابط في مقدمة جسر الجمهورية إلى الوراء وبالفعل نجحنا في ذلك عبر (أسلحتنا) البدائية".

ويضيف ضاحكًا: "أسلحتنا هي المصيادة التي يستعملها الصغار لصيد العصافير، وذخيرتها الدعابل (كرات زجاجية صغيرة) التي يستخدمها الصغار أيضًا في اللعب، وبعد أن صرنا نرميها بكثافة على القوات الأمنية أخدت بالتراجع لأنها مزعجة وتتسبب لهم ببعض الإصابات". ويواصل سمير: "هناك من يقوم برمي أشياء أخرى مثل البراغي (المسامير الملولبة) وهناك أيضًا من يقوم برمي قطع الطابوق (الآجر) عليهم من فوق المطعم التركي".

وبشأن طريقة جلب "المعدات" اللازمة للمواجهة، يقول سمير ضاحكًا أيضًا: "ثمة شباب يجلبون لنا الأسلحة والذخائر ويبيعونها بأسعار زهيدة قرب النهر".

كان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي وبعض قياداته الأمنية اتهموا، الأسبوع الماضي، المحتجين باستهداف قوات الأمن عبر "المصايد" و"المنجيق" في بغداد. كذلك، اتهم قائد شرطة البصرة رشيد فليح المتظاهرين هناك باتهامات مماثلة، الأمر الذي عرضهم إلى موجة سخرية واسعة.

أما قصة "المنجنيق" والتهم التي رافقت استخدامه من قبل المتظاهرين، فيرويها أسعد لازم الذي ينتقل منذ نحو أسبوعين بين "المطعم التركي" والسواتر الترابية على نهر دجلة. يقول لازم مع ابتسامة ساخرة غير قادر على إخفائها: "لأنه المطعم التركي مشرف بصورة مباشرة على جسر الجمهورية الذي ترابط عليه القوات الأمنية، وردًا على قنابلها التي تطلقها باتجاه ساحة التحرير، ابتكر مجموعة من الشباب طرق ووسائل بدائية للرد على تلك القوات".

وما هي تلك الطرق؟ يجيب لازم: "واحد منها توجيه عدد كبير من أشعة الليزر عبر آلة صغيرها لتشتيت انتباهها، وأيضًا الهجمات المكثفة عبر الحصى والدعابل التي ترمى بواسطة (المصايد) الصغيرة".

أما قصة "المنجنيق" التي تحدثوا عنها فهو، كما يشرح لازم "عبارة عن مصيادة كبيرة يصل طول الذراع المطاطي الذي يشد على أحد الرأسين المكونين على شكل الرقم (7) مما يتيح إمكانية رمي نصف طابوقة موضوعة في المنتصف نحو القوة المرابطة على الجسر من خلال سحبها بقوة إلى الوراء، ويبدو أن ذلك أزعجهم كثيرًا وألحق بعض الإصابات بين الجنود".

"المعركة" البدائية التي يخوضها الشباب من على سواتر نهر دجلة غير متكافئة بكل تأكيد، وبإمكان قوات الأمن إزاحتهم بسهوله إن قررت ذلك، لكنها ستكون مضطرة إلى إضافة المزيد من القتلى والجرحى والدماء إلى رصيدها الذي ينوء راهنًا بالكثير من ذلك، وهذا بنظر عدد غير قليل من المراقبين، أحد أكثر المآزق إحراجًا التي تواجهها اليوم حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يطالب المتظاهرون برحيلها تمهيدًا لملاحقة من تورط بدماء المتظاهرين قضائيًا في وقت لاحق.

على أن تلك "المعركة" الغريبة بين المحتجين والقوات الأمنية فوق جسر الجمهورية، لم تخل من بعض المواقف المضحكة والطريفة في ذات الوقت، استنادًا إلى ما رواه شباب الساتر على نهر دجلة، إذ ذكر أحدهم ضاحكًا: "قبل يومين قام الجنود بطلب هدنة منا لبعض الوقت، لم نكن نعرف ما سببها، لكننا قبلنا، في أحيان كثيرة نتحدث معهم بحكم المسافة القريبة بيننا، نحن أبناء جلدة على أي حال".

وروى محتج حادث آخر وقع بين المحتجين وقوات الأمن في صباحات أحد الأيام الماضية، حين "طلبنا منهم الكف عن رمينا بالقنابل المسيلة للدموع لأننا نتحضر لتجهيز وجبة الإفطار الصباحية وبالفعل كفوا عن ذلك". ويضيف: "الرمي والمناوشات بين الجانبين توقفت منذ نحو 4 أيام لأنهم توقفوا عن رمينا بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع، وتوقفنا بدورنا، وإن عادوا عدنا".
قد يهمك أيضاً:

سقوط صاروخي كاتيوشا قرب السفارة الأميركية في بغداد وآخر في نهر دجلة
شاهد: تركيا تحول المنطقة ما بين نهر دجلة وحتى بلدة "عون" السورية إلى ساحة حرب

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شباب يرابطون على ساتر دجلة لمنع تقدم قوات الأمن نحو ساحة التحرير شباب يرابطون على ساتر دجلة لمنع تقدم قوات الأمن نحو ساحة التحرير



الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - العرب اليوم

GMT 21:28 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
 العرب اليوم - ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله

GMT 21:28 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله

GMT 08:12 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو

GMT 07:05 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

اليابان تستعيد الاتصال بالوحدة القمرية SLIM

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

النفط يهبط 1% مع زيادة مخزونات الخام الأميركية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab