أفادت مصادر عسكرية بأن السلطات السورية أغلقت مطار حلب وألغت جميع الرحلات الجوية في ساعة مبكرة من صباح السبت، وذلك بالتزامن مع سيطرة قوات المعارضة على "أكثر من نصف" ثاني أكبر مدن البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.كما أغلق الجيش السوري الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة حلب، بعد أن أمرت القوات بتنفيذ أوامر "الانسحاب الآمن".
وقالت ثلاثة مصادر بالجيش إن هذه الخطوة أدت فعليا إلى إغلاق المدينة، بعد أن أصدر الجيش تعليمات عند نقاط التفتيش خارج المدينة بالسماح فقط بمرور ودخول قوات الجيش.
من جهتها، أعلنت قوات المعارضة صباح السبت أنها مستمرة في مواجهة ما وصفتها بـ"عصابات الأسد" داخل مدينة عندان التي تقع على الطريق الدولي لحلب.
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" انتشرت في بعض أحياء مدينة حلب، مؤكدة أن ما أطلقت عليها "قوات ردع العدوان" تجري "عمليات تمشيط" في المنطقة.
ونقلت رويترز عن مصدرين عسكريين سورييين، أن دمشق تلقت وعداً بتقديم مساعدات عسكرية روسية إضافية لمساعدة الجيش في إحباط محاولة قوات المعارضة السيطرة على محافظة حلب شمال غرب البلاد.
وأضافا أن دمشق تتوقع بدء وصول معدات عسكرية روسية جديدة إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية السورية خلال 72 ساعة.
وأعلنت قوات المعارضة السورية أنها سيطرت على مبنى محافظة حلب والقصر البلدي وسط المدينة، عقب دخولها مدينة حلب شمالي البلاد، في أكبر هجوم ضد الجيش السوري منذ سنوات.
وفرضت قوات المعارضة حظر تجوال في المدينة، حتى صباح السبت، حفاظاً على سلامة المدنيين.
وقد نُشر مقطع فيديو على قناة تابعة لقوات المعارضة يُظهر مقاتليهم في مركبات داخل المدينة، وقد حللت بي بي سي موقع اللقطات وظهر أنها في ضاحية في غرب حلب.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، نقلاً عن مراسل أخبار القناة السورية، بإلقاء القبض على مجموعات وصفتها بـ"الإرهابية"، بعد أن صورت مشاهد في عدد من أحياء حلب "لتوحي بأن المجموعات الإرهابية سيطرت على تلك الأحياء".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين فجروا سيارتين ملغومتين قبل أن يتقدموا إلى الأحياء، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الجيش أعلن أنه استعاد السيطرة على المواقع التي سيطرت عليها قوات المعارضة في ريف إدلب وحلب.
وقالت هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها إنها سيطرت على عدد من البلدات والقرى في محافظتي حلب وإدلب بعد شن الهجوم يوم الأربعاء.
وأفاد بيان نُشر على القناة التابعة لقوات المعارضة يوم الجمعة: "بدأت قواتنا في دخول مدينة حلب".
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الهيئة وفصائل حليفة لها "سيطرت على خمسة أحياء في مدينة حلب"، موضحا بأن "تقدّم الفصائل حصل دون مقاومة تذكر من قبل قوات النظام".
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي لديه شبكة من المصادر على الأرض في سوريا، أن الطائرات السورية والروسية نفذت 23 غارة جوية على مدينة حلب والريف المحيط بها يوم الجمعة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل 277 شخصاً، معظمهم من المقاتلين من طرفي النزاع، بينهم 28 مدنياً، قضى معظمهم في قصف من طائرات روسية تدعم قوات النظام في المعركة، في حدث يعد الأكثر دموية بين المعارضين والقوات الموالية للحكومة في سوريا منذ سنوات.
وأضاف المرصد أن قوات المعارضة سيطرت على أكثر من 50 بلدة وقرية منذ يوم الأربعاء.
ووصلت تعزيزات من الجيش إلى مدينة حلب، وفق ما أفاد مصدر أمني سوري .
وقال ديفيد كاردن نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية "قلقون جدا من الوضع في شمال غرب سوريا. وأودت الهجمات المتواصلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية بحياة ما لا يقل عن 27 مدنيا، بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم ثماني سنوات".
وأدت المعارك إلى نزوح أكثر من 14 ألف شخص، نصفهم تقريبا من الأطفال، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وأضاف "البنية التحتية المدنية والمدنيون ليسوا أهدافا ويجب حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني".
وانحسر القتال الذي اندلع منذ بدء الحرب الأهلية في سوريا عام 2011 إلى حد كبير بحلول عام 2020، عندما توسطت تركيا وروسيا -الحليف الرئيسي لسوريا- في وقف إطلاق النار لوقف حملة الحكومة لاستعادة إدلب.
وأدى ذلك إلى هدوء مطول في العنف، لكن الاشتباكات المتفرقة والضربات الجوية والقصف استمرت.
وإدلب هي آخر معقل للمعارضة ويعيش فيها أكثر من أربعة ملايين شخص، نزح الكثير منهم أثناء الصراع ويعيشون في ظروف مزرية.
واعتبر رئيس "حكومة الإنقاذ" التي تدير المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام محمد البشير الخميس، أن سبب العملية العسكرية هو حشد النظام "في الفترة السابقة على خطوط التماس وقصفه مناطق آمنة، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من المدنيين الآمنين".
ويقول الصحفي محمد بلعاس، إن قوات المعارضة السورية سيطرت مع ساعات مساء الجمعة على أحياء عدة في مدينة حلب، وهي؛ حي الراشدين وهو حي رئيسي في حلب وخان العسل، وحي الألف وسبعين شقة، وحي الثلاثة آلاف شقة، وضاحية الأسد والحمدانية وحلب الجديدة.
ويؤكد بلعاس أن المعارك لا تزال جارية "على قدم وساق" للسيطرة على أحياء جديدة داخل مدينة حلب.
ويضيف أن قوات المعارضة سيطروا أيضاً على سراقب، التي تعد مدينة استراتيجية تقع في الريف الشرقي لمحافظة إدلب، كما تقع على طريقين دوليين هما الـ M5 وM4.
ويبيّن أنه كان لقوات المعارضة اليوم سيطرة كبيرة على هذا الطريق من خلال تحرير منطقة خان السبل بالإضافة إلى معرة دبسة وهي مناطق تقع على هذا الأوتستراد، الذي يعد شرياناً رئيساً يربط بين الشمال والجنوب السوريين، وهو الطريق الرئيسي بين مدينتي حلب ودمشق.
ويصف بلعاس أن القوات الموالية لإيران في حلب تعيش "حالة نزوح كبيرة".
وفيما يتعلق بالمدنيين، يشير إلى أن فصائل المعارضة وجهت عناصرها للتعامل مع المدنيين بشكل يضمن عدم وقوع أي عملية تهجير من مدينة حلب.
وهناك توقعات، بحسب بلعاس بأن قوات معارضة ستتوجه في وقت لاحق الليلة إلى مدينة معرة النعمان "الاستراتيجية" للسيطرة عليها.
ويقول إن القوات الروسية قصفت الجمعة طريق حلب الذي يصل بين سرمدة وحلب، ما أسفر عن وقوع إصابات، فضلا عن قصف مدينة إدلب وتسببت بوقوع ثلاثة قتلى.
وفي السياق، قال شاهدا عيان من المدينة ، إنهما "شاهدا مسلحين في منطقتهما، وسط حالة هلع في المدينة".
فيما يصف سرمد البالغ من العمر 51 عاماً لفرانس برس، أنه "وعلى مدار الساعة، نسمع أصوات صواريخ ورميات مدفعية وأحياناً أصوات طائرات"، مضيفا "نخشى أن تتكرر سيناريوهات الحرب وننزح مرة جديدة من منازلنا".
وأفاد ناصر البالغ 36 عاماً من غرب حلب في اتصال هاتفي مع فرانس برس، "نتابع الأخبار على مدار الساعة، وقطع الطريق يثير قلقنا اقتصادياً لأننا نخشى ارتفاع أسعار المحروقات وفقدان بعض المواد".
وتعرّض سكن جامعي في مدينة حلب الجمعة للقصف، ما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).
قال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بسكوف، الجمعة، إن الوضع في حلب "انتهاك لسيادة سوريا"، معرباً عن دعم بلاده "للحكومة السورية في استعادة النظام في المنطقة وإعادة النظام الدستوري"، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.
وأعلن الجيش الروسي الجمعة، أن قواته الجوية تقصف فصائل مناهضة للحكومة في سوريا في عملية لصد "متطرفين" شنوا هجوماً كبيراً على مدينة حلب، حسبما أوردت وكالات أنباء روسية رسمية.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا قوله، إن "القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية تابعة للإرهابيين"، وفقا له.
وأوردت الوكالات أن الغارات أدت إلى "القضاء" على 200 مسلح خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال أوليغ إغناسيوك نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، إن "عملية صدّ عدوان المتطرفين مستمرة"، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية.
وموسكو هي الداعم العسكري الأهم للرئيس السوري بشار الأسد، وساهم تدخّلها المباشر اعتبارا من العام 2015 في تحويل مسار النزاع لصالح الحكومة السورية.
أما بالنسبة لإيران، حليف النظام السوري الثاني، فقد شدّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في بيان، "على دعم إيران المستمر لحكومة سوريا وأمتها وجيشها في كفاحها ضد الإرهاب"، بعد اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السوري بسام الصباغ.
ودعت تركيا الجمعة إلى "وقف الهجمات" على مدينة إدلب ومحيطها، معقل المعارضة المسلحة في شمال غرب سوريا، بعد سلسلة غارات شنتها القوات الجوية الروسية والسورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية عبر منصة "إكس": "لقد طالبنا بوقف الهجمات، وقد أدت الاشتباكات الأخيرة إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوترات في المنطقة الحدودية"، في إشارة إلى "التطورات في إدلب ومحيطها الحدودي".
وهذا أول رد فعل رسمي لتركيا منذ بدء الهجوم الخاطف لهيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها ضد النظام السوري والذي وصل في غضون يومين إلى حلب، ثاني أكبر مدن البلاد.
وقالت الوزارة "من المهم للغاية بالنسبة لتركيا تجنب مرحلة جديدة من زعزعة أكبر للاستقرار وعدم تأثر المدنيين"، مؤكدة أن "الحفاظ على الهدوء في إدلب وفي المنطقة الحدودية.. أولوية بالنسبة لتركيا".
واعتبرت أنقرة أن "الهجمات الأخيرة على إدلب وصلت إلى مستوى يقوض روحية وآليات تطبيق اتفاقيات أستانا" لعام 2017.
ويهدف مسار أستانا الذي يضم روسيا وإيران وتركيا إلى إنهاء النزاع في سوريا من خلال إنشاء أربع مناطق منزوعة السلاح، لكن الحكومة السورية لم توقع على هذا الاتفاق، وفقا لوكالة فرانس برس.
وبدأت تركيا التي تستضيف ثلاثة ملايين لاجئ سوري، عملية مصالحة مع دمشق برعاية روسيا، حليفة الرئيس بشار الأسد، لكن هذا التقارب لم يثمر حتى الآن.
قال نائب قائد العمليات المشتركة في العراق الفريق أول الركن قيس المحمداوي، اليوم الجمعة، إن الحدود العراقية - السورية "مؤمنة" عبر "الوجود العسكري وانتشار القطعات ومحصنة بالكامل".
وأوضح الفريق المحمداوي، في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، أن "الحدود العراقية - السورية مؤمنة وآمنة جداً، من حيث الجهد الفني وتواجد القطعات، كقطاعات الحدود، وكذلك التحصينات كالكتل الكونكريتية (الأسمنتية) والأسلاك الشائكة، بالإضافة إلى نصب الكاميرات وتحليق الطائرات المسيرة".
وأضاف قائلا إن "الأمور طبيعية، والتحسب المطلوب كإجراءات وقطعات أمنية من ناحية الكم والنوع جيد وكاف، وهناك إجراءات سواء على المستوى الفني، ومسك الحدود وانتشار القطاعات، ولدينا عمل كبير مستمر منذ سنتين، ومستوى الأمن على الحدود العراقية - السورية هو الأفضل حالياً على مدار التاريخ".
وشدد المحمداوي، على أن "الوضع آمن والحدود آمنة جداً ومحصنة بالكامل ولا يوجد أي تسلل ولن يكون هناك أي تسلل".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الجيش السوري يصادر محتويات مستودعي ذخيرة لحزب الله في ريف دمشق
الإشتباكات بين فصائل المعارضة و الجيش السوري ومليشيات تودي بحياة أكثر من ٢٠٠ وتصل إلى طريق حلب الدولي
أرسل تعليقك